شعر
باقةُ وردٍ للأحياء
الأمواتُ لا يمارسون الكلام
يحترفونَ الصمتَ والغياب
وإن أغراهم ذات حياة كلام ما
خرجوا خفيفين كالظلال
ينتعلون قبورهم
بخفة الشبح
يتبادلون شاياً بارداً
يضعونَ الوردَ
على أرواحِ أحيائهم ويرحلون
صداقة متينة
يرافقني الحزن
في رحلتي اليومية
ينهضُ معي صباحاً
يتناولُ معي فنجان القهوة
نغادرُ البيت معاً
يتأبط ُذراعي
ننزلُ الدرج
نقطعُ الرصيف
نستقلُ القطار نعمل معاً
ننظرُ لشاشة الكمبيوتر سوية
نعودُ للبيت، نتناول وجبتنا
ونتبادلُ اللعب مع الأولاد
ينام ُقربي
يقرأ معي كتاب ما قبل النوم.
يقلبُ لي الصفحة إن سهوت
يأذن للفرح أن يزورني في الحلم
مخيلة للمساء
أسقطُ عن حبل الغسيل
ثوباً ملوناً لسهرتنا
شرشفاً نظيفاً لرغبتنا
أتقمصُ الأشياءَ
حوض َالوردِ
الذي زرعتُ وجهي فيه
الستائر التي علقتها
كي تسترَ قبلاتنا
الطريق إليك
خطواتي في الطريق إليك
لهفتي المتفلتة مني
رغماً عني وعنها
تقفز خطواتي
وتسبقني برشاقةِ غزالٍ
يسبقني جسدي إلى الفراش
تستلقي رغبتي
بكاملِ فتنتها وتستفزني
بأنها أكثر رغبة بك مني
تتقلب وتعلو وتطوقني
كالهواء ألُفك به
وبجسدي أغطيكَ
قلب ساذج
قلبي الصغير
يتيمٌ في حضرةِ الذكرى
يستدرجُ الحنين
كطريدةٍ ضعيفة
قلبي لا يتقنُ التعلمَ
يتواطأ مع الخيبة دائماً
ويشرعُ نوافذهُ لها
طيبُ القلبِ قلبي
* * *
بيدين آثمتين
أكل قلبي
وبنفس اليدين
أطفأ ضوء عيني
تركني كضريرة
أتلمس الطريق
باحثة عن قلبي
بين يديه.
* * *
هذا الهواء
السميك
كسترة واقية
من الرصاص
سأثقبه
بالبكاء
على نفسي أولاً
وعلى الحياة ثانياً
وفي النهاية سأومئ لأصدقائي
ولحياة كأنها لم تكن لي وابتسم
غواية التفاح
ليس ذنبي
إذ ترتل بأذني
آياتك الشيطانية
فألدغك بلساني كأفعى
وأوحي إليك بالتفاح
**
لو أن أمي عرفت بأن الحياة
ستحرق جناحي لاحتفظت بي
في عتمة شرنقتها الحريرية.
* * *
تحترق النجوم في الكون منذ الأزل
هل الله أعمى لهذه الدرجة
كي يحتاج لكل هذا الضوء؟
أم أن الظلام مهيمن؟